زوجي هاجرني ويبي يطلقني

أنا ما جيت أشتكي عشان أفضفض وبس… أنا جاية لأني على حافة الانهيار، ولأني لو ما تكلمت يمكن أنفجر.

 أنا مكسورة… مو من الطلاق، 

لا… مكسورة من سنين عشتها أقاتل لوحدي.


أنا زوجة… وأم لطفلة، بس أحس أني ما صرت لا زوجة ولا أم حتى.
كل يوم أقوم من نومي، أتظاهر بالقوة، أكذب على نفسي وأقول "كل شي بيتعدل"، بس الحقيقة؟ ما يتعدل شيء.
زوجي صار له شهور يهجرني، كأن جسدي صار مو محسوب عليه. كأن وجودي بالنسبة له صار عبء، أو مجرد شيء ماله قيمة.

حاولت بكل الطرق أرجعه…
تزينت، لبست، بكيت، سكت… حتى كرامتي دهستها تحت رجلي عشان بس ما أنهار بيتنا، بس كل مرة أقرب… ألاقيه يبعد أكثر.
ينام جنبي، بس بينا حيط. لا يلمسني، لا يحس فيني، حتى ما يطالع فيني.
المرات اللي صار فيها نقاش، قالها بصريح العبارة:
"ما أبيك."
ويكمل:
"مو عاجبك؟ روحي بيت أهلك."


الزوج الذي لا يطلب زوجته للفراش


كلمة "ما أبيك" تقطع… تحرق… تكسر عظمك من جوّا. تحسسك إنك مرفوضة مو لأنك سيئة… بس لأنك ما عدتي تعني له شي.

تخيلوا إني اشتقت حتى لصوته وهو يزعجني، اشتقت للنظرة الحنونة، لضحكة، لأي تواصل حقيقي.
كل شي بيننا صار رسمي، باهت، بارد…
حتى لما أتكلم معه، يردني، يصدني، أو يتهرب، وإذا تناقشنا يهددني بالطلاق، كأنها لعبة.
صرنا نعيش في بيت واحد بس كأننا غرباء، أو أسوأ… كأننا مجرد سُكّان بنفس السقف بدون أي رابط.

وأنا؟ أحاول ما أنهار، عشان بنتي.
بنتي اللي كل يوم أناظرها وأنا أفكر: "وش ذنبها؟ وش تنتظر من مستقبلها؟ هل بتعيش مشتتة بين أم مكسورة وأب غايب؟"

أبوي إنسان شديد، لو درى إني مطلقة، ما أدري وش بيكون رده. خواتي قالوا ما راح يرميك، بس قلبي مو مطمّن.
أخاف أنطرد… أخاف أعيش ذليلة…
وأخاف أكثر إن بنتي تكبر وتكرهني لأني ما حميتها من هذا البيت.


زوجي لا يجامعني هل يكرهني


وكل هذا الألم، جا في وقت المفروض أكون فيه أقوى… توظفت بعد سنين من الحبس، توقعت إن الوظيفة بتفتح باب جديد لنا، لكن الصدمة إنها فتحت باب النهاية.

أنا ما طلبت المستحيل… كنت أبغى حب، دفء، حياة زوجية حقيقية، رجل يشاركني همّي، يدعمني، يلمسني، يحتوي تعبي…
بس اللي خذته؟
صمت، برود، رفض، وإهانة.

أنا اليوم واقفة في مكان ضيّق، كل الاتجاهات مو واضحة…
إذا طلّقني، أضيع؟
وإذا استمريت، أذبل؟
أنا تعبت… حرفيًا تعبت.
صرت آكل بنفسي، أحس بأني أنطحن من جوّا.
وأسوأ شي؟ أحس إن اللي يوجعني أكثر من الهجر هو التجاهل… عدم الإحساس… إنك تصيرين شفافة بحياته، كأنك ما كنتي أبدًا.


يمكنك أن تترك تعليقك هنا  كمجهول، 

دون الكشف عن هويتك، 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق