قصتي مع جوال زوجي

أنا وحدة من الزوجات اللي يمكن تحس إنها تعيش في زواج "بلا روح"، يمكن من برّا الناس تشوفني مرتاحة، حياتي مستقرة، لكن اللي يعيش اللي أعيشه يعرف إن القهر أحيانًا ما يكون بالصراخ… أحيانًا يكون بالصمت… بالإهمال… بالتجاهل اللي يذبحك كل يوم شوي.

قصتي مع جوال زوجي 

زوجي إنسان بارد، صامت، ما يتكلم إلا للضرورة. بيني وبينه كلام رسمي، حتى السلام أحيانًا أحسّه ثقيل عليه! ما يهتم، ما يسأل، ما يحسسني إني زوجته، ما بيننا لا رومانسية ولا حوار ولا حتى مجرد اهتمام بسيط… وجودي بحياته أشوفه كأنه "تحصيل حاصل".

أنا مو مقصّرة… حلوة، مهتمة بشكلي، نظافتي، لبسي، بيتي، أولادي، وحتى مزاجه أحاول أراعيه. ما أنا من النوع اللي يلاحق أو يزن. عطيت مساحة، وعطيت ثقة، بس كل ما أعطيه مساحة… أحس إني قاعدة أبني حيطان بيني وبينه مش جسر تواصل.

لكن أكثر شيء يقتلني، يخنقني، يحرق قلبي... جواله.

زوجي حرفيًا… جواله ما يفارقه! حتى لما يروح الحمام — أكرمكم الله — الجوال بإيده. ينام والجوال تحته، يصحى عليه، ولا مرة شفته ناسيه أو حتى حاطه بعيد. وإذا واحد من عياله، حتى بالغلط، لمسه؟ ينفجر! أنا؟ لو طلبت منه شيء بسيط من جواله لأن جوالي فاصل؟ يوقف جنبي وكأنّي حرامية، يتوتر، يراقبني بحذر!

الزوج الذي يقفل جواله

مرة خلاني أفتح جواله عشان أتصل، جلست أقلّب بسرعة بين التطبيقات أبغى أشوف شي، أي شي… بس ما لحقت. سحب الجوال من يدي بلطافة ظاهرها وبرود قاتل خلفها. حسّيت وقتها إني ولا شيء… كأني وحدة غريبة تطلب منه تليفونه، مو زوجته.

الفضول ذابحني… الشك يخنقني… بس ضميري يقول لي "حرام، لا تفتشين جواله، لا تتجسسين"، وأنا أسمع كلام ضميري، بس قلبي؟ يتمزق من جوا. وأتساءل كل يوم: وش يخبي؟ ليه يخاف لهالدرجة؟

اللي يقهر… مع الناس، يضحك، يسولف، يشاركهم يومه. معاي؟ كأنّي غير مرئية. حتى العلاقة الخاصة… معدومة. ما يقرب، ما يشتاق، ما يلمسني حتى بالغلط. ومتى طلبت قربه؟ يتحجج، يتضايق، أو ينام فجأة!

زوجي يخفي عني رمز جواله

وصلت مرحلة صرت أقول: "حتى لو خان… عادي، ما فرقت معي." أنا ما صرت أغار… بس لما أشوف نفسي بالمراية، وأشوف وحدة تعبت، وقلبها مات من جوّا، أقول: ليش؟ وش سويت؟

مو ذنبنا نحس، نشتاق، نطلب أبسط حقوقنا كزوجات! مو ذنبي إني أبي حياة طبيعية فيها حب واهتمام وصدق. تعبت من الصمت، من التبلد، من الوحدة… وأنا بين أربع جدران مع زوج موجود بجسده وغايب بروحه.

قررت أراقب من بعيد… بدون تجسس، بدون تفتيش، بس عشان أعرف وين وصلت حدود الإهمال والغموض هذا. لاحظت إنه حتى وهو معانا في البيت… مو معنا. عياله يركضون حوله وهو مو مركز معهم. أنا؟ كأني ظله، موجودة وما لي قيمة.

وبعدين صارت لحظة حاسمة…

يوم من الأيام، صارت مشادة بسيطة بينا – سببها إنه ما يرد على جواله وأنا كنت محتاجة أوصله بشي مهم. قال لي كلمتين كسّروا قلبي:
"أنتِ دايم تحسّسين الواحد إنه مراقب ومخنوق، وأنا ما أحب هالنوع!"

قلت له: "أنا ما راقبتك ولا فتشت جوالك، بس لما زوجتي ما تحس إن لها أمان أو صدق أو حتى اهتمام، طبيعي تشك وتتعب!"
رد علي وهو يضحك بسخرية:
"أنتِ اللي مكبرة المواضيع، روحي اهتمي بنفسك وعيالك، وخلي عنك الوسوسة."

تخيلوا الشعور؟!
أنا قاعدة أذوب يوميًا من الحيرة والخذلان، وهو بكل بساطة يرمي عليّ اللوم وكأني أنا الغلطانة.

زوجي يخبي جواله عني

ومن بعدها قررت أوقف، مو عن العلاقة، ولا عن العتاب، لكن عن اللهفة…
صرت أتكلم وقت الضرورة، أبين له ببرودي إني ما عدت أنتظر شيء، ولا أرجو شيء. كنت أبتسم غصب، أتصنع القوة وأنا من جوا منهارة، بس كنت أبغى أرسل له رسالة: "إذا كنت موجود بدون حب وبدون أمان… فأنا بعد موجودة بدون لهفة وانتظار."

وفي كل مرة يطلع، ما أسأله وين راح.
في كل مرة يمسك جواله، ما أطلب أشوفه.
صار هو اللي يحاول يفهم ليه سرت باردة… متغيرة.

هل تعدل؟
لا والله… بس على الأقل حس إن في شي تغير.
وصرت أسمع همسات بينه وبين نفسه، كأنه يبغى يعرف وش فيني؟
بس ما أتكلم… لأن قلبي ما عاد يعرف يثق بسهولة.

والحين؟
أنا أفكر بخطوتي الجاية بهدوء… ما عدت أبغى عتاب، ولا تحقيق، أنا أبغى كرامتي، راحتي، ونفسي قبل كل شيء.

في وحدة تكلم زوجي.. ومو عارفة أتخلص منها!!!


يمكنك أن تترك تعليقك هنا  كمجهول، 

دون الكشف عن هويتك،




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق